خارجية ابن بطوطة

يصدر القرار الامريكي كنتاج تاثيرات  5  موؤسسات هي وزارة الخارجية ،وزارة الدفاع ، المخابرات المركزية ، مستشارية الامن القومي ، الفريق الرئاسي او كبار موظفي البيت الابيض الامريكي.. والمعروف ان تاثيرات وزارة الخارجية هو الواضح في كثير من الاوقات نظرا لما تتمتع به هذه الوزارة من موارد بشرية وانتشار دولي و امكانيات مالية متمثلة بالموؤسسات الامريكية المانحة والامكانات المادية من مراكز بحوث ودراسات ومختبرات عملاقة في جميع الولايات الامريگية والعالم . لقد ابرزت الخارجية الامريكية شخصيات بارزة و مؤثرة في الساحة الدولية امثال هنري كيسنجر و گيري وكونديليزا رايس وهيلاري وكلينتون ووو..

في العراق وقبل  2003  كانت الخارجية العراقية من اكثر وزارت الخارجية في المنطقة فاعلية ابتداء من فاضل الجمالي ونوري سعيد وصالح جبر والباجةجي وانتهاء بطارق حنا عزيز الذي تعرض العراق بسببه للانتقاد لكونه مسيحي ويحضر جلسات وزراء خارجية الدول الاسلامية مما اضطر صدام حسين الى استحداث وزير دولة للشؤون الخارجية لمثل هذه الاحداث..

بعد  2003  غابت الخارجية العراقية وتقزم وزرائها بحيث كانوا اسوء من الوضع الداخلي لان فعاليات الخارجية وقوتها تعتمد على قوة الوضع الداخلي والاقتصادي حتى سمعت من شخصية سياسية معروفة ان طالب مبتدىء في العلوم السياسية كان بامكانه ادارة الخارجية افضل من وزرائها السياسين الذين يرون عظمتهم من حاشيتهم الامية التي كانت تدير الوزارة بفساد وسوء كبيرين ..

عادة ما يصنع الدور الخارجي للعراق ويضع خارطة طريق له هي الرئاسات الثلاث ويتولى رئيس مجلس الوزراء تنفيذ المهام وتطبيق الاجراءات و السير بالسياسات الخارجية وفق التخطيط الرئاسي لينطلق وزير الخارجية في انجاز الجانب العملي للاسترتيجية الخارجية للبلد هو و وموظفيه و دبلوماسييه...

بعد تسنم محمد الحلبوسي كرئيس مجلس النواب و د.برهم صالح مهامه كرئيس جمهورية العراق وكنا لهم من الداعمين لكونهما من المهندسين والحلبوسي من خريج قسم وكلية كنت من مؤوسسيها واتوقع ان يزعلا من صراحتنا في هذا المقال ، انطلقا الاثنان بجولات للدول الاقليمية بجولات تذكرنا برحلات ابن بطوطة ..

وسبب اعتراضنا على سفراتهم هو ان الحلبوسي ليس من اختصاصه الدبلوماسية الخارجية وان زيارته لم تكن مبوبة لتطوير العلاقات البرلمانية او لحضور مؤتمر برلماني عربي او دولي وان نتائج الزيارة لم تكن ذات اثر ماعدا وعد اردوغان بزيادة الاطلاقات المائية لنهر دجلة والذي كان بالحقيقة بسبب الكثافة المطرية العالية في المنطقة مما دفع تركيا لزيادة الاطلاقات مثلما فعلت ايران بدفع المياه الى الكرخة والكارون والاودية العراقية فسببت سيول في ديالى و واسط..لقد كان حري بالحلبوسي ان يكرس جهده ويوفر نفقات السفر و يرتب اوضاع الكابينة في البيت السياسي السني خاصة وان اختيار وزير  لوزارة الدفاع اثير عليها لغط كثير ..

يتم التهيئة مبكرا" للزيارات الرئاسية ،حيث ينشط موظفو ودبلوماسيوا الخارجية و موظفوا مجلس الوزراء باعداد الملفات الساخنة والمهمة التي يحملها الرئيس في حقيبته لتدوالها في الزيارة والتي يفترض بها ان تكون معدة مسبقا ومرسلة الى الدولة المضيفة وجرت اتفاقات اولية عليها بلقاءات مسبقة ينجزها السفير او الوكيل او وزير الخارجية ان اقتضت الضرورة ..

كنا نتمنى ان تكون هذه الملفات حاضرة في حقيبة د.برهم صالح في زيارته الخليجية والاقليمية ..فمثلا زياراته للكويت كان ممكن ان يطرح اسقاط تعويضات الحرب عن حرب صدام ضد الكويت او الاستثمار والمشاركة في اعمار المناطق المتضررة في الانبار وووو...ولكن وجدنا ان ما رجع به هو المد السككي بين الكويت والبصرة الذي يكمل العوائد الربحية لميناء مبارك الكويتي على حساب ميناء الفاو الذي اجهضه الفساد والمخربين ....

لقد كانت نتائج الزيارات فتح السوق العراقية للبضائع الكويتية والسعودية والاماراتية والاردنية والايرانية ...

بالرغم من اننا نرتب جدول الرئاسات وفق مانراه من متطلبات قد لا تنطبق مع ما تراه الرئاسات فاننا نحاول كبس الزمن والاستفادة من اوضاع المنطقة المرتبكة ليتسنى لنا اغتنام الفرصة في العودة كلاعبين في محيطنا العربي والاقليمي...

لقد استغربنا من نفي الرئاسة العراقية لتسريبات خليجية من ان برهم صالح حمل بادرة وساطة بين ايران والسعودية والتي لا نتوقعها لكون الطرفين المتصارعين لا ينظرون الى حكومة العراق بانها وسيط مستقل وتملك قدرات ادارة الوساطة و هذا ما حدث اثناء ايكال دور الوساطة لسلطنة عمان في البرنامج الايراني او انضاج الاتفاق النووي لمجموعة الخمسة زائد واحد وقد نجحت الخارجية العمانية وكما المفروض من المتحدث بأسم د.برهم صالح الصمت ...

قبل اربع سنوات  كنا قد طرحنا ان تكون رئاسة الجمهورية من حصة العرب السنة لمقبولية التفاهمات مع المحيط العربي على ان يتولى رئاسة البرلمان للكرد و لكن جوبه المقترح باعتراض الشيعة وبعض السياسين السنة من كركوك والموصل وديالى خشية تمرير قوانين خلافية عن طريق رئاسة البرلمان تتعلق بالمناطق المتنازع عليها وكركوك و حصة الاقليم من الميزانية و قانون النفط والغاز ...

لنا وللعراق الله الرؤوف الرحيم

أ.د.ضياء واجد المهندس 

مجلس الخبراء العراقي