---
قررت الامانة العامة لمجلس النواب وضع نظام لملابس الصحفيين الذين يقومون بتغطية انشطة المجلس ، تقرر ان يرتدي الصحفيون بدلة رسمية وربطة عنق عند دخولهم الى مجلس النواب ، ولقي القرار اعتراضات من نقابة الصحفيين ووسائل الاعلام ، يبدو هذا القرار لمن لا يعرف مهنة الصحافة عاديا وممكن التنفيذ ، لكن يبدو ايضا ان الذي اصدر هذه التعليمات هو الآخر لا يعرف شيئا عن مهنة الصحافة والاعلام المرئي والمقروء والمسموع ، فاغلب الاعلاميين الداخلين الى المجلس هم مراسلو القنوات الفضائية والصحف المطبوعة والصحافة الالكترونية ووكالات الانباء ، ويتكون فريق التغطية عادة من مراسل ومصور ومساعد مصور ، وهنا تكمن المشكلة فاذا جاز للمراسل ان يرتدي الزي الرسمي وربطة العنق ، فان المصور ومساعده لا يمكنهما ذلك ، لأن المصور يحمل الكاميرا وركيزة الكاميرا وكذلك يحمل مساعده بعض المعدات كالاسلاك والعاكسات واللاقطة الكبيرة الحجم ذات الذراع الرافعة احيانا ، ولا يعقل ان الذي يحمل اثقالا على كتفه يلبس بدلة وربطة عنق ! فهذه الاعمال تحتاج الى ملابس عمل وليس ملابس تشريفات ، وملابس العمل هي سترة المصور الخاصة المزودة بجيوب وحمالات ، او البنطال وتي شيرت ، ولو كان صاحب هذا القرار يعرف مهنة الاعلام جيدا لطلب مثلا ان يرتدي المراسل وحده البدلة والربطة ، لان المصور والمساعد مكلفان بعمل اخر ولا يستطيعان ارتداء زي رسمي . والافضل مطالبتهم بارتداء سترة المصورين الخاصة ذات الجيوب والحمالات . وحتى المراسل اذا ارتدى الزي الرسمي وربطة العنق في ايام تصل حراتها نصف درجة الغليان فسوف تأتي تقاريره مغلية او مقلاة ، لان فريق التغطية ياسادة يا كرام يأتي الى اماكن التغطية بسيارات عادية وليست جكسارة او سلفادور او لكزز مكيفة ووثيرة المقاعد مع السوفت ميوزك ، مهنة المراسل ومساعديه اشد مهن الصحافة والاعلام ارهاقا وخطورة ، يجب ان يفتخر مجلس النواب بالصحفي العراقي الذي عرف بشجاعته واقدامه ، وهذه التجربة العراقية المريرة صنعت جيلا من المراسلين والمصورين تعجز اي دولة عن تربية امثالهم ، لقد قاتلوا في خندق المقاومة وكانت كاميرا الحشد الشعبي حاضرة في الخطوط الاولى ، والمصور الفدائي يرافق حملة القاذفات وحملة الرشاشات المتوسطة وفرق الهندسة ويرافق حتى رجال الكمائن المتقدمة ، اذكروا شهداء الاعلام اذكروا حيدر المياحي وعلي الانصاري وعشرات الشهداء من الاعلاميين الذين قضوا على يد الارهاب الاعمى ، اذكروا عشرات الجرحى والمعاقين من رجال الاعلام الحربي ، قبل اصدار قرار كهذا يحمل عبارة معناها ان الذي يخالف هذا الامر تسحب منه بطاقة الترخيص هذه عبارة غير مناسبة ، والاعلاميون هم اصحاب الفضل على البرلمان وغيره ، هؤلاء المراسلون والمصورون ومساعدوهم يجب الاعتزاز بهم واحترامهم ، الشباب الذهبي الذي يلاحق الاحداث وينقل الحقيقة ويدافع عنها ، لو كان اصحاب هذا القرار يؤمنون بأن الاعلام سلطة رابعة لما كتبوا هذه الكلمات .
ولكن لاجل الموضوعية يجب توجيه النقد الى بعض المراسلين والمصورين الذين يرتدون ملابس لاتليق بالسلطة الرابعة ، ولا بأجواء مجلس النواب ، بنطلون الكاوبوي الضيق الممزق المحكوك والتيشيرت الذي يحمل عبارات اجنبية غير معروفة المعنى ، والبلوزات التي تحمل صورة اسد او نمر او سبايدر مان ومن تحتها الكرش بارز يهتز متثاقلا عند الضحك وعند البكاء ، هذا مظهر لا يليق بشاب اعلامي يلتقي النواب والمسؤولين والوفود الاجنبية ، الاعلامي واجهة العراق والشكل الفني للملابس يعبر عن مضمون ثقافي معين لمن يلبسه ، نتمنى اعادة النظر بهذا القرار ، ويكون الحل مناصفة ، يلبس المراسل الزي الرسمي مع صعوبة ذلك ، واعفاء المصور والمساعد ، وننصح المصور والمساعد بأن لا يكون زيهم مبتذلا بل يختارون ملابس عمل لائقة كسترة المصورين العالمية المعروفة التي تصلح للمراسل ايضا وهي زي مهني وعملي ويعبر عن الجدية والوقار ، ولا ينسوا أنهم رجال السلطة الرابعة وان كان اكثر الناس لا يعلمون .
حافظ ال بشارة

0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم