جنود ( السلطة الرابعة ) .. اسمهم بالحصاد .. ومنجلهم مكسور ..

جنود ( السلطة الرابعة ) .. اسمهم بالحصاد .. ومنجلهم مكسور ..







الكاتب - عز الدين المانع

أشرت في موضوع سابق كان تحت عنوان ( مهنية السلطة الرابعة وحياديتها ) إلى إن الدستور العراقي كفل حرية الصحافة والتعبير , وأعطى الضوء الأخضر لجنود ( السلطة الرابعة ) لممارسة عملهم بكل حرية وبدون أية ضغوط أو تهديدات وبدون محاسبة , شرط الالتزام بمهنية عملهم والابتعاد عن التشهير أو القذف ..
وقلت أيضا : ( إن دور السلطة الرابعة المؤلفة من الصحافة المقروءة والإعلام المرئي والمسموع ريادي , لأنه يساهم في بناء المجتمع وتقويم الأداء الحكومي , ولا يقل شأنا عن السلطات الثلاث , سواء منها التنفيذية أم التشريعية أم القضائية .. فلكل منها دور في إنجاز المهام المناطة بها ) .. ولكن الدستور لم يشر بوضوح إلى الحقوق التي يجب أن يحضى بها جنود هذه السلطة , التي ضحت بالعديد من الشهداء والجرحى والمعاقين خلال أداء واجبهم المهني النبيل , في حين منح العاملين في السلطات الثلاث حقوقا وامتيازات ورواتب ومكافآت تتجاوز حدود ما يحصل عليها أقرانهم في جميع بلدان العالم المتقدم والنامي , في حين أن جنود السلطة الرابعة يعيشون اليوم في ضنك من العيش والتعفف الإجباري ولا مورد لهم غير ما كانوا يتقاضونه شهريا من مؤسساتهم التي أصيبت بالعجز شبه الكامل من جراء غياب الدعم وشحة الإعلانات سيما تلك التي تعتمد التمويل الذاتي في أدائها .. فلا رواتب ولا مكافآت إلا بعض ( جذاذات ) بائسة .. كما حجبت عنهم ( المنحة السنوية ) المتواضعة التي كانت تصرف لهم نهاية كل عام كمحفز لهم على مواصلة الأداء , وها هو العام الرابع أو الخامس وهم بلا منحة ولا رصيد يخفف من معاناتهم .. في وقت يكشف فيه النائب عن قائمة الجماعة الإسلامية الكردستانية ( أحمد الحاج رشيد ) قبل أيام , عن ما يتقاضاه كل عضو من أعضاء البرلمان خلال الشهر الواحد بحسب القرار ( 282 ) ومقداره ( سبعة ملايين و 600 ألف دينار ) شهريا , إضافة إلى ( 17 ) مليون دينار كرواتب لأفراد حمايته وعدد من الامتيازات الأخرى التي يستحقها خلال السفر أو العلاج وفي المناسبات الوطنية والأعياد والسكن وغيرها .. وهكذا يتقاضى أعضاء السلطتين التنفيذية والقضائية أيضا بغض النظر عن الحوافز والامتيازات غير المعلنة .. فهل يتعذر على الدولة أن توفر بعض احتياجات ومتطلبات جنود السلطة الرابعة وتسدد لهم ما يستحقونه من الرواتب والحوافز والمنح المحجوبة عنهم خلال سنوات العسرة والتقشف الأخيرة التي كانت تعاني منها الموازنات السنوية قبل ارتفاع سعر النفط ؟؟

إرسال تعليق

0 تعليقات